حددت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة القادمة خالد بدير باعتبار أنها أصبحت خطبة موحدة لكل المساجد في مصر.
ويسعي العديد من الأئمة والخطباء لمعرفة خطبة الجمعة القادمة بغية التحضير لها بشكلٍ مسبق، والإعداد لها بشكل جيد.
وتحرص وزارة الأوقاف المصرية في مطلع كل شهر على بيان كافة موضوعات خطب الجمعة 2025 وذلك يسيرًا على الخطباء بجميع المساجد والساحات.
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الاوقاف المصرية
وحول عنوان خطبة الجمعة القادمة لوزارة الاوقاف المصرية فهي توافق الجمعة الثالثة يوم 17 يناير 2025 حول أدخلوا في السلم كافة السلام النفسي والمجتمعي والدولي.
وتهتم وزارة الأوقاف المصرية بانتقاء موضوعات الخطب بدقة شديدة، بحيث تمس القضايا المجتمعية والثقافية والدينية، التي تهم كل مسلم ومسلمة، ولتثقيف المواطنين في أمور دينهم ودنياهم.
خطبة الجمعة القادمة خالد بدير
وتتحدث خطبة الجمعة القادمة خالد بدير عن عمة عناصر وهي كالتالي:
أهميةُ الأخلاقِ ومكانتُهَا في الإسلامِ.
التعايشُ السلميُّ صورٌ ومظاهرُ مشرقةٌ.
قضايا اجتماعيةٌ معاصرةٌ.
موضوع خطبة الجمعة
وتأتي خطبة الجمعة القادمة خالد بدير والتي أشرنا إلي عناصرها لفضيلة الشيخ خالد بدير كالتالي:
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ
أولًا: أهميةُ الأخلاقِ ومكانتُهَا في الإسلامِ.
إنَّ للأخلاقِ أهميةً كُبرَى في الإسلامِ، فالخُلقُ مِن الدينِ كالروحِ مِن الجسدِ، والإسلامُ بلا خُلقٍ جسدٌ بلا رُوحٍ، بل إنَّهُ ﷺ أخبرَنَا أنَّ الهدفَ مِن بعثتِهِ غرسُ مكارمِ الأخلاقِ في أفرادِ المجتمعِ فقالَ:” إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ صالحَ الأخلاقِ” [أحمد والبيهقي والحاكم وصححه]. قال المناويُّ: “أيْ أُرسلتُ لأجلِ أنْ أكملَ الأخلاقَ بعدَ ما كانتْ ناقصةً، وأجمعُهَا بعدَ التفرقةِ.” وقد وقفَ العلماءُ عندَ هذا الحديثِ قائلينَ: لماذَا حصرَ النبيُّ ﷺ بعثتَهُ في مكارمِ الأخلاقِ مع أنَّهُ بُعِثَ بالتوحيدِ والعباداتِ وهي أرفعُ منزلةً وأهمُّ مِن الأخلاقِ؟!!
والجوابُ: أنَّ التوحيدَ والعباداتِ شُرِعَتْ مِن أجلِ ترسيخِ مكارمِ الأخلاقِ بينَ أفرادِ المجتمعِ، فالغايةُ والحكمةُ مِن تشريعِ العباداتِ هي غرسُ الأخلاقِ الفاضةِ وتهذيبُ النفوسِ، كما في الصلاةِ والزكاةِ والصومِ والحجِّ وغيرِهَا.
بل إنَّ حسنَ الخُلقِ مِن كمالِ الإيمانِ، فصاحبُ الأخلاقِ الحسنةِ يكونُ كاملَ الإيمانِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا؛ وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا.” [أبو داود والترمذي وصححه]. قالَ المباركفورِي: ” أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خُلقًا “: لأنَّ كمالَ الإيمانِ يوجبُ حُسنَ الخُلقِ والإحسانَ إلى كافةِ الإنسانِ، ” وخياركُم خياركُم لنسائِهِم “: لأنّهنَّ محلُّ الرحمةِ لضعفِهِنَّ”.
إنَّ حُسنَ الخُلقِ طريقٌ إلى الجنةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ:” تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ “. [ أحمد والترمذي وصححه ] .
وقد وقفتُ كثيرًا عندَ هذا الحديثِ متسائلًا: لماذا اقتصرَ النبيُّ ﷺ في هذا الحديثِ على هذينِ الأمرينِ ؟!
قال العلماءُ في ذلك: لأنَّ تقوَى اللهِ تُصلِحُ ما بينكَ وبينَ اللهِ، فتمتثلُ الأوامرَ وتنتهِي عن المحرماتِ !!
وحُسنُ الخُلقِ يُصلِحُ ما بينكَ وبينَ الناسِ، فلا تكذبْ على أحدٍ، ولا تخنْ أحدًا، ولا تحقدْ على أحدٍ … إلخ
وقد حفلتْ السنةُ النبويةُ المباركةُ على كثيرٍ مِن الأحاديثِ التي تدلُّ على أنَّ الأخلاقَ طريقٌ إلى الجنةِ، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ “. [ أبو داود والترمذي وحسنه]. كمَا أنَّ صاحبَ الأخلاقِ الحسنةِ رفيقُ النبيِّ ﷺ في الجنةِ، فعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:” إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: الْمُتَكَبِّرُونَ” [الترمذي وحسنه]. وحُسنُ الخُلقُ يثقلُ موازينَ العبدِ يومَ القيامةِ ويرفعُهُ درجاتٍ في الجنةِ، فعَنْ أَبِي الدرداءِ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ ﷺ: ” مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ” ( أَبُو دَاوُدَ). ويقولُ أيضًا ﷺ:” إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ” . [أبودواد والحاكم وصححه].
فخُلقٌ واحدٌ كان طريقًا لهذا الرجلِ إلى الجنةِ، فما بَالُكَ لو تحليتَ بمكارمِ الأخلاقِ كلِّهَا؟!!
لذلك اهتَمَّ الصحابةُ بحسنِ الخُلقِ وطلبِهِ مِن اللهِ، فعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ : بَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ اللَّيْلَةَ يُصَلِّي فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ : ” اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي، حَتَّى أَصْبَحَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، مَا كَانَ دُعَاؤُكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ إِلا فِي حُسْنِ الْخُلُقِ، قَالَ: يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ الْجَنَّةَ، وَيَسُوءُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النَّارَ” (شعب الإيمان للبيهقي) .
فعليكُم أنْ تُحسنُوا أخلاقَكُم لتكونَ طريقَكُم إلى الجنةِ، وإيَّاكُم وسوءَ الخلقِ حتى لا يكونَ طريقَكُم إلى النارِ !
ثانيًا: التعايشُ السلميُّ صورٌ ومظاهرُ مشرقةٌ
لقد أمرَ اللهُ المسلمينَ في القرآنِ الكريمِ ببرِّ غيرِهِم، الذين لم يتعرضُوا لهُم بالأذَى والقتالِ، فقالَ تعالى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (الممتحنة:8، 9). وقد تجلَّى حسنُ الخُلقِ عندَ المسلمينَ في تعاملِهِم مع غيرِهِم في كثيرٍ مِن تشريعاتِ الإسلامِ التي أبدعت الكثيرَ مِن المواقفِ الفياضةِ بمشاعرِ الإنسانيةِ والرفقِ.
كما كتبَ خالدٌ بنُ الوليدِ لنصارَى الحيرة : ” أيَّمَا شيخٌ ضعفَ عن العملِ ، أو أصابَتْهُ آفةٌ مِن الآفاتِ، أو كان غنيًّا فافتقرَ وصارَ أهلُ دينِهِ يتصدقونَ عليهِ، طُرِحَت جزيتُهُ، وعيلَ مِن بيتِ مالِ المسلمينَ هو وعيالُهُ”.
وروى أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رأَى شيخًا كبيرًا مِن أهلِ الجزيةِ يسأل الناسَ فأخذَ بيدِهِ وذهبَ بهِ إلى منزلِهِ، فرضخَ لهُ بشيءٍ مِن المنزلِ، ثم أرسلَ إلى خازنِ بيتِ المالِ فقالَ: ( اُنظرْ هذَا وضرباءَهُ، فو اللهِ ما أنصفنَاهُ أنْ أكلنَا شبيبتَهُ ثُمَّ نخذلهُ عندَ الهرَمِ { إنّمَا الصدقاتُ للفقراءِ والمساكينِ} والفقراءُ هُم المسلمونَ، وهذا مِن المساكينِ مِن أهلِ الكتابِ)، ووضعَ عنهُ الجزيةَ وعن ضربائِهِ.
اقرأ المزيد
مواضيع خطب الجمعة هذ الشهر 2025