ننشر لكم خطبة الجمعة القادمة محمد حرز حيث أعلنت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة التي توافق غدا السابع من شهر رمضان الموافق 7 فبراير 2025.
وقد حددت الوزارة عناوين وموضوعات كل جمعة خلال شهر مارس الحالي وذلك تزامنا مع بداية الشهر الكريم الذي حل علينا اليوم السبت الموافق 1 مارس 2025.
خطب شهر مارس 2025
ويحرص جميع الأئمة في مساجد الجمهورية على الالتزام بموضوعات خطب الجمعة الموحدة التي وضعتها وزارة الأوقاف ويعمل بها منذ سنوات.
وفي هذا السياق، تستمر خطب شهر مارس 2025 حتى الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، الذي حل علينا في الأول من شهر مارس 2025.
خطبة الجمعة القادمة محمد حرز
وحول موضوع خطبة الجمعة القادمة محمد حرز فقد حددت الوزارة الخطبة التي جاءت بعنوان: تعزيز الهوية ودورها في صناعة الحضارة”.
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بضرورة تعزيز الهوية المصرية ودورها في صناعة الحضارة، وتتناول الخطبة الثانية التحذير البالغ من السلوكيات الخاطئة في شهر رمضان المعظم.
نص خطبة الجمعة بمساجد الأوقاف
الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا وتاج رؤوسنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، فشرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن هوية الأمة معيار تميزها، ومصدر فخرها، ودليل عزها وشرفها، والتمسك بالهوية مادة بناء الإنسان صادق الانتماء صانع الحضارة، وإذا اضمحلت الهوية فقدت الأمة معالمها وخفت نور حضارتها، فهيا بنا أيها الكرام نبرز أهم مرتكزات هوية بلدنا العظيم.
أيها الناس، إن الدين هو النور الساطع الذي يضيء دروبنا، والسراج المنير الذي ينشر الجمال في ربوع بلادنا، والبلسم الشافي الذي يداوي قلوبنا، ويطمئن نفوسنا، الدين هو مصدر شرفنا وعزنا، وإذا أردتم أيها الكرام أن تدركوا عظمة التدين المصري فانظروا إلى إذاعة القرآن الكريم بقرائها ومبتهليها، تأملوا مشاهد موائد الرحمن يسودها روح الحب والبذل والتكافل في رمضان، متعوا أبصاركم بمشاهدة الوجوه المتوضئة في صلاة التراويح بين الجامع الأزهر ومسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه، إنها بعض شواهد الحضارة المصرية وأدلة هويتها الوسطية الخالصة.
المنظومة الأخلاقية
عباد الله، اعلموا أن المنظومة الأخلاقية والقيمية أداة التنفيذ الفعلية للهوية الوطنية، فإذا أردنا أن نبرز هويتنا المصرية فلنحول قيمنا الجميلة إلى مؤسسات تبني الحضارة، هيا بنا أيها الكرام لنحول الرحمة من كلمة إلى قيمة، إلى مؤسسة، إلى حضارة، فنرى الرحمة حاضرة في المستشفيات، ومبرات الحيوان، ومؤسسات الرحمة والشفقة، انقلوا كلمة العلم وتنوير العقول من كلمة إلى قيمة، إلى مؤسسة، إلى حضارة، فنبصر نور العلم في المدارس والجامعات والمؤسسات العلمية بمختلف صورها، حولوا معنى الجمال من كلمة إلى قيمة، إلى مؤسسة، إلى حضارة، فنرى الجمال حاضرا في الخط العربي، والمعمار، والهندسة، أيها الكرام انتبهوا! إنه كلما ترسخت القيم والأخلاق ازدانت الحضارة جمالا وتأنقا.
أما عن الثقافة والفنون، فحاديك أيها المكرم ما جادت به العمارة الإسلامية من إبهار ما بعده إبهار، وجمال ما بعده جمال، وإن نظرة إلى أعجوبة الدنيا مسجد السلطان حسن بالقاهرة العامرة لتبرز العمارة الإسلامية في أبهى صورها، وتظهر ما جادت به قريحة الفن الإسلامي في أزهى عصوره، فكل قطعة فيه شاهدة على هوية أمة مصرية ملأت الأكوان جمالا وإبداعا.
أيها الناس، أشيعوا في أوساطكم وفي نفوس أولادكم أننا أمة عظيمة ذات حضارة عريقة ومستقبل واعد، اعتزوا أيها الكرام بهويتكم وارفعوا رؤوسكم؛ تصنعوا حضارتكم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فاعلم أيها المكرم أن شهر رمضان زمن شريف للتسابق إلى الخيرات، والمسارعة إلى الطاعات، فأحسن إلى نفسك، ولا تعكر صفو طاعتك؛ فتذهب عنك أنوار شهر الرحمات والنفحات، ويتحول حالك إلى حال غير مرضي حدثنا عنه نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم عندما قال: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر».
أخي الصائم، احذر العصبية والانفعال والغضب، واجعل يومك هادئا وليلك ساكنا، الصيام أيها المكرم سكينة وهدوء، وترق في مدارج الإيمان والإحسان،، واستنارة بأنوار القرآن الكريم، وتعامل راق، واعلم أن غاية الصيام هي التقوى، قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، وقد بين لنا الجناب الأنور عليه الصلاة والسلام بعض معاني التقوى حين قال: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم».